• الرئيسيّة

  • السبت، 10 نوفمبر 2012

    كِلانا..




      ينهل الرّجل الشّهم نبله من فشله الذّريع في تقمّص شخصيّة النّذل، كلّما دعته ضرورة سدّ الطّرق أو انسدادها أو كلاهما إلى عمل ذلك.
    فيما يظلّ النّذل نذلا ، ما لم يفقد قدرته الخارقة على اقتباس شخصيّة الكريم بدافع و بغير دافع في أغلب الأحيان.
    لعلّي تأخّرتُ لكنّي لم أتخلّف.أطلق خيالك..أرسل ذاكرتك تجوب ذاكرتي..تابع حكايتك من قلب حكايتي..

      لا تُخيفني هزائمي و إيّاك بقدر ما يُرعبني عددها ..يا الله ، كم هي عديدة..و كم هي شحيحة فرصنا في النّجاة لو لم تركن الإنسانيّة موكبها على قارعة الطّريق برهة فتخلع عنها لهفتها لتجريب الحتف ،و تشرب كوب ليمون.
    كم عديدة هي البنايات التي شاهدتُها بأمّ عيني تهوي و تستوي مع الأرض بضغطة زرّ واحدة ، تاركة مكانها لغبارها،قبل أن يتلاشى كلاهما.
    لا تُحصى الحضارات العظيمة التي ما انفكّوا يلقّنوننا كيف استأجرت الدّهر لتقوم ،ثمّ كيف أرسل لها الدّهر جابيا أعمى ليدمّرها على سبيل الخطأ في غضون لحظات، و أخرى استأجروا منّا عقولنا و سواعدنا مقابل بندقيّة روسيّة و حوريّتين في الجنّة لنُحرقها بأنفسنا. كأنّها لم تكن سوى قارورة زجاج أفلتت من يد صبيّ ، أو أدهى ربّما كانت كلاهما.
    مع ذلك لم يستفزّ خاطري – رغم ما في المسألة من بداهة - أنّ العفونة هي الأصل في الأشياء و أنّها الأجدر بتاج الطّبيعة. سوى الفصل الذي أُتيح لي فيه أن أُعاشر كلا الرّجلين



    محمد فطومي
    10/11/2012

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق