• الرئيسيّة

  • السبت، 17 نوفمبر 2012

    مقدّمة للاشيء بعد اليوم..


                هديّة إلى صديقي محمد بليغ التّركي



    ***


       
    كيف انتبهتُ في عمق النّوم إلى شاشة الجوّال تومض ؟           
    كانت السّاعة تشير إلى الثّانية صباحا.
    رقم المُتّصل بدا لي غريبا. لم يخب تخميني حين راجعت دليل الهاتف بعدها لأتأكّد من البلد.كانت أمريكا.
     قرأتُ الرّسالة:
    " عزيزي، كأنّنا افترقنا بالأمس..ما أخبارك؟
    لم أشأ إزعاجك،فقط أردتُ أن أسوق لك السّلام. كنتُ أجول بذهني هنا و هناك .أفكّر، و تذكّرتُ وجهة نظرك حول الحياة ، فخطر لي أن أغمز لك بهذه الرّسالة القصيرة عسى أن تكون بخير."

     بعد ساعات  لا أدري إن كنتُ أفلحتُ خلالها في التّظاهر بيني و بين نفسي بهوان الأمر و أنّي لم أتبيّن  على وجه التّحديد صاحب الرّسالة . كتبتُ لها :
    " نعم عزيزتي..عبّرتِ عن الأمر بشكل جيّد..لقد تغيّرتُ كثيرا منذ آخر عهد لك بي.
    الحياة..! ذاك المأزق الرّائع بحرفَيْ تعريف في مقدّمتها يسحبانها بثقة مُهينة خارج دائرة الإرادة البشريّة، لا تمنحكِ الفرصة لتتوضّحي حقيقة ما حدث، و لا هي تتيح لك حتّى حرّيّة النّدم على بعض الأشياء .
    أعتقد أنّنا بحاجة إلى حياة أخرى لنصدّق بأنّ واحدة لا تكفي."

    كان أحد الأسرار التي تجعلني لا أكفّ عن ملاحقتها في خيالي و الهروب بها من الوقت في جزء من الثّانية لجزء من الثّانية، و العودة بها حيث قرّرَتْ أنّي لا أكمّلها كما كانت تحلم دائما، فأمحو مقطعا أو أضيف كلمة أو إيماءة لا تكاد تُرى.أنّها لم تبال بفارق التّوقيت بيننا و هي تعبث بأزرار الرّسالة.
      كم أسعدني اكتشافي بأنّ ليلي كمّل نهارها لجزء من الثّانية نيابة عنّي.
      .. من يدري ، ربّما تحرّرتُ بعد اليوم من ملاحقتها 



    محمد فطومي

    16/11/2012

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق