• الرئيسيّة

  • الأربعاء، 18 جانفي 2012

    صفحة


    هذه المادّة  ،ومضة دراميّة من نوع الشّريط القصير جدّا.
    كنت عثرت عليها مصادفة على اليوتوب،فارتأيت أن أقدّمها في طورها الأوّل :أي أن أصوغ انطلاقا منها قصّة قصيرة مكتوبة. دون أن أدخل تغييرا على الفكرة أو على مجريات الأحداث. 

    صفحة


    صباح ربيعيّ نديّ..
    يجلس على مقعد خشبيّ قبالة البيت و بيده جريدة يقرؤها..
    الحديقة حفلة خضراء و شجرة سرو عملاقة من خلفه تفيض على المكان بظلّها كدعوة حبّ.
    يتقدّم منه والده و يجلس إلى جواره .لا يكترث. يلقي عليه أبوه نظرة خاطفة ثمّ يعقد ذراعيه و يسكن شارد الذهن.
    يحطّ عصفور صغير غير بعيد عن موطىء قدميهما.كان حذرا لكن غير مذعور،كأنّ الرّجُلين الجالسين قبالته على المقعد الخشبيّ صور أو تماثيل من مرمر..
    يشير الأب إلى العصفور بسبّابته و يسأل بهدوء:
    -
             ما ذاك؟
    يرفع الشابّ عينيه .تقع على العصفور ،فيحوّل بصره باستغراب ناحية أبيه و يقول ممتعضا:
    -
    عصفور.
    ثمّ يعود إلى الجريدة بضيق.
    يعيد أبوه سؤاله بعد ثوان،فيتأفّف الشابّ دون أن يرفع عينيه عن الجريدة و يقول بشراسة:
    -
    عصفور..!عصفور..!ما بالك اليوم؟هل جننت؟
    ثمّ بعد ثوان يعيد الأب السّؤال ذاته للمرّة الثالثة.حينها ينتفض الشابّ كالملدوغ.يطوي الجريدة و يصرخ في وجه أبيه بعنف:
    -
    عصفور.. !ألا تفهم. ذاك عصفور. هلاّ تركتني و شأني الآن ..
    ثمّ أردف بحنق: أيّ صباح مشؤوم هذا.
    يفزع العصفور و يطير. و ينسحب الأب فورا و يغيب في البيت دقيقة ليعود إلى مكانه و في يده كتاب.يفتح الكتاب على صفحة في بداياته و يضعها أمام عيني ولده و يدعوه للقراءة بصوت مرتفع و يغمز له بعينيه يرجوه أن يلبّي.
    و يقرأ الشاب مكرها:
    " 14
    حزيران 1973 
    اليوم صار عمر ولدي الحبيب ثلاث سنوات،أجلس به في حديقة البيت.يحطّ أمامنا عصفور فيسألني عنه عشرين مرّة،و كنت في كلّ مرّة أجيبه بحنان أكبر.."





    اقتباس
    محمّد فطومي
    لا أعرف صاحب الفكرة،لكنّي أذكره بخير و عرفان

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق