• الرئيسيّة

  • الخميس، 5 جانفي 2012

    جرعة بحر



     ألقت برسائله في البحر أمام عينيه،تماما كما أغرق النخّاس لوحاته من قبل ..قتله الوجع، لكنّ  جثّته ظلّت  طافية فوق البرّ تواصل تجوالها بين الأزقّة..سئم نظرات الهلع في عيون الأطفال،و إصرار الضّباع المُقيت، فالضّباع ركيكة و لا تيأس..و قرّر أن ينتقم من الجميع دفعة واحدة.. عندها، تناول كأسا و صبّ فيها البحر برسائله و لوحاته،و ألقى بها ،و بالنخّاس ،و بأطفال الأزقّة و صراخهم ،و بالضّباع و حفرها البليدة ..ذوّبهم و تجرّع الخليط..
    لمّا فتح عينيه وجد نفسه في مكان رماديّ الهواء، أبيض التّفاصيل.. زيارة الجيفة فيه مسموحة و غير مُخيفة،شرط أن تدسّ علبة سجائر في جيب حارسه الأمين..



    محمد فطّومي

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق