• الرئيسيّة

  • السبت، 9 جوان 2012

    مازلتُ مُحاطا بالأدلّة



    في ركنٍ ما من هذا المجانِ الفسيح
    أعرف أنّ نسورا  ملكيّة تجوب الأفق
    وددتُ لو أنّ الكوخ الرّاقص في أحداقها بيتي.
    أنا على استعداد لأدفع حُلمي - و لا أعبأ –
    قربانَ خاطرة
    تومض كالبرق و تمضي :
    امرأةٌ تحمل سلّة من قصب،تسير في الغابة بمفردها
    حافية القدمين،تئنّ كأنّ السلّة ملآنة
    كلّما عبر نسر في الجوّ ندّ عنها صوت يشبهها
    قبل أن تُخطف الومضة منّي
    أبتسم للمرأة و تُمطر
    و أقول لا بأس إن متُّ و لم أجنِ الفانيليا
    **
    أعرفُ أيضا أنّ هناك أرضا موحلة
     ثمنُ الفأس يُساوي فيها سبع حبيبات ماسيّة
    أشتهي حدّ البكاء أن أحتسي كأسا
    مع العمّال نخب نكبتنا

    قبل أن تحترق أمنيتي  - و لا أبالي -
    أمرّر يدي جيئة و ذهابا فوق شبكة المنخل اليدويّ
    **
    لا مانع أيضا إن متّ ُ و لم أركب قطارا في موسكو
    و لم أقف فوق جسر خالِ
    ساعةً حَسَبَ توقيت الضّباب
    مع فتاة شقراءَ تلبس معطفا أسود

    يحرِّم الضّعفُ حاجتنا للقوّة ، فمن أقوى؟
    **
      بين نسي و نسي أفكّر بالنّيل،
    أعرفُ أنّ في قلبه الآن زورق
    أكاد أراه؛ يقترب بهدوء من ضفّة تُربتها قهوة  
    يقتلني  - و لا أموت -
    أن أموت و لا أجدّف معهم.
    و أقول :
    حولنا السُّنَنُ و المعجزات و البدع و فينا الغرائز
    سأصبر، لا أحد قضى حسرة لأنّه لم ينزح
    **
    أتضوّر رغبة بأن ألغي سُنّة اختلاق الأعذارِ للغبن بأنفسنا
    أنا أنا، و الباقي عدوّي
    مع ذلك أرضى بدكّة جدّي
    غير منزعج مادمتُ أفترش إيمانه  
    **
    عشيرتي علّمتني أنّ العصفورين بحجر واحد فخّ وطنيّ..

    أهلا بكلّ الحرمانِ إذن 
    صار لي رأس كباقي الرّؤوس
    **
    حول قصرِ فرساي حديقة
    وددتُ لو أنّ المُزارع المرح
     الذي يحيّيه السّياح كلّ صباح أنا
    لستُ أجهلُ أنّ هناك وراء النّجد كرنفالا و بهجة
    أُريد أن أُقذف فيه..أُريدُ أن أفرح مثلهم
    و في الحالتين أنجو من المسّ
    أنجو لأنّي توقّعتُ نجاتي
    **
    لا داعيَ لأسرد كلّ الرّواية،سأكتفي بالفصل الأخير
    حكّموا السّنن و التّعاليم و دستور الغبن و قدرةَ العجزِ
    ما المُستحيلُ عدا ما اشتهيتُ منذ بدء الحكاية ؟
    ما النّقصُ إن جاز جنوني ؟
    الزّغب الذّهبيّ على زند السّمراء يَختزل الرّواية
    اليوم رأيتُ السّمراء تتحقّق
    رأيتُها تتأبّط  ذراعَه
    رأيتُ صورتهُ ترقصُ في أهدابها
    ما معنى أن تتحقّق السّمراء ؟
    أيّ معنى لاحتمال كهذا ؟

    السّمراءُ لم تتحقّق..كذِبَت الدّهشة

     إن هو إلاّ المعنى بلا وظيفة..



    محمد فطومي

    7/6/2012

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق