• الرئيسيّة

  • الجمعة، 25 ماي 2012

    العمر و الصّبر هما ضريبة العثورِ على قرّاءَ مُنصفين. وهما أيضا ثمن العثور على مُبدع حقيقيّ.



    القصّة القصيرة الجيّدة نصّ أدبيّ له شخصيّته التي يتفرّد بها ،يزوّده كاتبه بوقائع من ترتيب خياله.و هو منجز تبرّره رغبة حادّة و ملحّة من صاحبه في  احتضان كلّ النّاس دفعة واحدة و الاحتماء بهم من الذّات و شرورها و من شرورهم و من عجزه و من العجز و من أمنياته العجيبة و من مرض الموت و من هاجس الجمال و من سنّة الحاجة و من الوجود بأسره.
    و  نصوص تحمل بين طيّاتها مثل هذه النّوايا ،تظلّ للأسف الشّديد صغيرة في عيون الأدباء المزيّفين غير المُغامرين . أمّا أهل السّياسة الثّقافيّة فيعتبرونها في أفضل الأحوال مصادفة سيّئة.
      و  التيّارات الرّديئة ، المفرغة من الدّهشة ، المصمّمة لتخفيف وطأة الفقر الإبداعي بذريعة التّجريب و الانفتاح على الشّعر ، غير الواعية بأنّ الإمتاع فلسفة قبل أن تكون الفلسفة مجال ممتع،تغشي المشهد الأدبيّ و تُراكم قشرة عنيدة من الفوضى و الجدل العقيم  قد تُكلّف  الأديب الجيّد عمره في إزاحة قسم صغير منها 
    كي تتنفّس أعمالُه قرّاءَ منصفين.

      و لن يحقّ لنا  الجزم بأنّ القصّة القصيرة قد تجاوزت محنتها و بلغت مرتبة من الوعي بالهمّ الإنسانيّ المشترك و قدرة على اختراق العادات و تحديد العلل و الأزمات البشريّة الحقيقيّة ،  إلاّ إذا أصبحت تحظى بما يشبه ضرورة و خطورة مناشير التّعبئة الشّعبيّة أيّام الحركة النّضاليّة.

    ***


    محمد فطومي
    25/5/2012

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق