• الرئيسيّة

  • السبت، 14 ماي 2016

    لننتظر..



    شجيرتان تنبتان وسط أصيص واحد. إحداهما شجيرة فضاء طلق و الأخرى شجيرة ظلّ.
    قالت شجيرة الظلّ تحدّث رفيقتها: أخيّة.. ماذا لو وُضعنا عُرضة للشّمس.. أترين عدلا أن أحترق و تعيشين؟
    قالت الشّجيرة الشّمسيّة: و ماذا لو وُضعنا أبدا في مكان ظليل.. أترين عدلا أن أموت شوقا للدفء بينما تينعين؟
    قالت شجيرة الظلّ: ما العمل إذن و نحن لا سيقان لنا و لا أجنحة كي نهرب إذا نزل البلاء بإحدانا؟
    قالت الشّمسيّة: نعم.. ما العمل إذن؟
    قالت شجيرة الظلّ: سيّدنا الجديد هو الذي جمع بين مصائرنا و هو وليّنا.. سيكفينا الكمد و حريق الهاجرة لو أراد.. ألا ترين معي؟
    قالت شجيرة الشّمس: السّهو سيّده هو أيضا.. أخشى أن تلهيه حياته عنّا فتفلح إحدانا و تزول الأخرى.. ألا ترين معي؟
    قالت شجيرة الظلّ: لا أرى إلاّ أن أستظلّ بظلّك لو شاء قدري أن نوضع عرضة للشّمس مقابل نصف حصّتي من الماء، أتنازل لك عنها عن طيب خاطر.. فهل توافقين؟
    قالت الشّمسيّة: و هل إذا وُضعنا في مكان ظليل، صرتِ ليَ الشّمس الحنون.. لا أرى إلاّ أن تكوني قد آثرتِ نفسكِ أخيّة !
    قالت شجيرة الظلّ: لو وُضعنا في مكان ظليل طعمتُ وريقاتك و عروقك حتّى إذا صرنا واحدة كنتِ مادمتُ      و كنتُ مادمتِ و كنّا مادامت الشّمسُ تنجب الظلّ و النّدى.
    - لننتظر..
    - نعم لننتظر..
    تحاورت شجيرتان في صدر بستانيّ أصمّ.


    ***

    محمد فطومي

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق