شجيرتان تنبتان وسط أصيص واحد. إحداهما شجيرة
فضاء طلق و الأخرى شجيرة ظلّ.
قالت شجيرة الظلّ تحدّث رفيقتها: أخيّة..
ماذا لو وُضعنا عُرضة للشّمس.. أترين عدلا أن أحترق و تعيشين؟
قالت الشّجيرة الشّمسيّة: و ماذا لو وُضعنا
أبدا في مكان ظليل.. أترين عدلا أن أموت شوقا للدفء بينما تينعين؟
قالت شجيرة الظلّ: ما العمل إذن و نحن لا
سيقان لنا و لا أجنحة كي نهرب إذا نزل البلاء بإحدانا؟
قالت الشّمسيّة: نعم.. ما العمل إذن؟
قالت شجيرة الظلّ: سيّدنا الجديد هو الذي جمع
بين مصائرنا و هو وليّنا.. سيكفينا الكمد و حريق الهاجرة لو أراد.. ألا ترين معي؟
قالت شجيرة الشّمس: السّهو سيّده هو أيضا..
أخشى أن تلهيه حياته عنّا فتفلح إحدانا و تزول الأخرى.. ألا ترين معي؟
قالت شجيرة الظلّ: لا أرى إلاّ أن أستظلّ
بظلّك لو شاء قدري أن نوضع عرضة للشّمس مقابل نصف حصّتي من الماء، أتنازل لك عنها
عن طيب خاطر.. فهل توافقين؟
قالت الشّمسيّة: و هل إذا وُضعنا في مكان
ظليل، صرتِ ليَ الشّمس الحنون.. لا أرى إلاّ أن تكوني قد آثرتِ نفسكِ أخيّة !
قالت شجيرة الظلّ: لو وُضعنا في مكان ظليل طعمتُ وريقاتك و عروقك حتّى إذا
صرنا واحدة كنتِ مادمتُ و كنتُ مادمتِ
و كنّا مادامت الشّمسُ تنجب الظلّ و النّدى.
- لننتظر..
- نعم لننتظر..
تحاورت شجيرتان في صدر بستانيّ أصمّ.
***
محمد فطومي
محمد فطومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق