• الرئيسيّة

  • السبت، 12 ديسمبر 2015

    قصّة بدويّة


    ***
    خرج القوم ذات ظهيرة صيف مُحمّلين بالأمتعة و الخيام يسوقون أمامهم أغنامهم إلى أرض بالشّمال حيث المرعى الوافر و الجداول المنهمرة من قمم الجبال الخضر. أثناء المسير نطّت جرادة و استقرّت فوق رأس إحدى النّعاج. قلّة من الرّعاة هم الذين لم ينتبهوا إلى الجرادة، لكن لا أحاديث قد تُتبادل في مثل تلك الحوادث التّافهة العارضة غير أن يقول المرء في نفسه: «حسنا إنّ جرادة اختارت أن تقف فوق رأس نعجة». حلّ المغيب فحطّوا الرّحال و أوقدوا النّار. قضوا الّليلة و في الصّباح تابعوا رحلتهم. استغرقت الرّحلة أيّاما. الجرادة التي لا تبارح موضعها فوق رأس النّعجة بدأت تثير سخرية بعضهم. لدى وصولهم إلى سهل خصيب تحوطه الرّوابي من كلّ جانب، تخفّفوا من أحمالهم و ضربوا خيامهم. أقاموا سياجا على المواشي بالقرب من تلّة حجريّة. هناك قفزت الجرادة لتحطّ أخيرا عند مُقدّمة رأس ضبٍّ أعمى عالق بين صخرتين.
    ***

    م.فطومي

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق