• الرئيسيّة

  • الخميس، 17 ماي 2012

    لا شيء يُبكي المهرّج



     

    رخامة البار
    الإنارة الخافتة
    مدفأة الخشب.
    و الخشبُ
    البيانو الأبيض السّاهي في الرّكن
    و الخناجر المتناظرة على السجّاد
    لا تؤنس الضّيف،ريثما تجهز القهوة..
    هنا بالتّحديد و وقتها بالذّات
    أيقنتُ أنّ بإمكان المرء أن يكون
    جسما عابثا بين الأشياء المهذّبة
    المأدّبة المهيبة في صالون العزيز
                ***  
    لمّا وضعتْ السيّدة القهوة أمامي
    نسيتُ لوهلة من كلّفني بالمهمّة
    البحر أم البحّارة ؟
    النّار في بيت العزيز أليفة كقطّ
    و زوجة العزيز غاية في الّلطف
    لوهلة ردّدتُ  في نفسي:
    إلى الجحيم البحر و البحّارة
     الأضداد هنا تغريك بالبقاء و التّواطىء
    و نعومة المشهد خلف النّافذة
    تُخمّر دمك و تُلهيه عن البؤس قليلا
    لا شيء يحتجّ هنا
    حتّى الأراجيح في العراء حول المسبح
    تبدو قانعة في بيت العزيز
    و كلّ أثاث القصر مُطيع ككرسيّ تعذيب
    في مكان كهذا يستحيل
    أن يعبق في ذاكرتك كُحولُ الميناء
    وحدها القهوة هنا ربّةُ الحواسّ
                ***
    نطقتْ السيّدة:
    لو أثنيتَهُم قبل أن يَغضبَ العزيز
    و قالت :أستغرب..ألم تعتادوا خشونة الحبل بعدُ؟
    قلتُ بعصبيّة :
    لا تقيسي سيّدتي
    لا أحد و لا زمنَ يعتادُ ندوب الحبل
     فأضافت كلاما آخر..
    خبّأت ظرف النّقود في جيبي
    لمّا لاح لي أنّي ذيل سحلية يستمرّ
    في التّمويه بعد موت السّحلية
    بكيتُ
    لكن حين قالت كلاما آخر
    صرتُ دمية مهرّج
    معلّقة على جدار الصّالون
    في بيت العزيز
             ***
    هيأتي الجديدة المهيبة تُعجبني
    فهي تحمل صورا ملوّنة لمراكبَ صيد..
    و لا تُؤنس الضّيف
    كيف أغادرها و هي
    لا شيء يُبكيها..كيف.. ؟


    محمد فطومي
    17/5/2012

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق