• الرئيسيّة

  • الجمعة، 28 جوان 2013



    قبل نهاية الرّحلة بقليل، توصّلا إلى حلّ يرضي كليهما..أن يتابعا الطّريق بلا لجام.

    ثلاثتهما؛ هو و هي .. و حسب.

    الجمعة، 21 جوان 2013

    آونة لشقوق الصّخر



    الأرض بلا شمس.. الأبيض ينكمش كورقة، يغوص في عرض الأفق، لزجا، مستسلما، ساكتا كغريق يستحي من أن يستغيث. مِسحة الضّياء الأخيرة المُتبقّية مشوّشة كأوّلها، كعادتها. ذاك موعد يحلو له أن يتأمّل فيه الكائنات و يختبر صحّة مقولته القديمة: "هو وقت لا يصلح ليعبر المرء قبل سيّارة، و لا لترقّّبها حتّى تمرّ".. داخل الحمّام لم يبق غيرهما. الأثقال توقّفت عن الارتطام بالجدران. البكرات خرست عن الصّرير. النّداءات الجهوريّة الغاضبة ذات النّبرات السّعيدة أخلت المكان تاركة في نفسه احتمال اندلاع الضّجيج في أيّة لحظة. همدت كلّ الأصوات دفعة واحدة حتّى بات يُسمع جليّا تقاطر الماء 
    من الأسقف. الإنارة صفراء خافتة كثيرة الظلّ كإسطبل.

     ظلّت عينا المالك، و هو ينقده الدّنانير الهزيلة التي تركها له الزّبائن، تقرآن ملامحه كما لو أنّه يدعوه للاستمرار في صمته. لم يتظاهر كما جرت العادة بأنّه لن يُمانع في المكوث أكثر لو اقتضى الأمر. دار بينهما حوار قصير، أنهاه بإيماءة إيجاب من رأسه رافقته إلى الخارج:
    - هذه ليست أجرة رجل يقضى اليوم بأكمله في الجحيم..
    - ذاك هو الموجود.
    - الجُرب الملاعين، يأتون اثنين اثنين كي يتناوبوا حكّ ظهور بعضهم البعض.. نحن نموتُ إذن!
    - مُت وحدك! مُستحقّاتي تصلني حتّى لو تناوبوا لعق بعضهم.
    رمقه بنظرات ساهمة عميقة، ثمّ غادر مُوافقا.

    في الخارج ظلّ واجما قبالة الباب الخشبيّ ذي الدفّتين. بدت له الطّريق بلا نهاية. لفحت وجهه نسمة
     رطبة. استدار معها كما لو أنّه يشيّعها. من سبّابته يتدلّى كيس يقطر. تُثقله كتلة مكوّرة بحجم قبضة اليد. تمتم ثمّ مضى باتّجاه بيته جارّا قدميه بإعياء شديد، الرّأس مرتخ إلى الخلف. يستلّ الخطو من الخطو كأنّه يقاوم يدا خفيّة تحاول تثبيته إلى الأرض. غير بعيد لاحت له على الجادة عربة في شكل صندوق من الفولاذ المُشبّك، تقف على أربع عجلات، الصّندوق مُتماسك أنيق مهيب واثق  كجنديّ يؤدّي التّحيّة.. و هو فوق كلّ ذلك مُهمل.
    اقترب من العربة ممنّيا نفسه بأن تكون السّماء قد اصطفته هو دون غيره ليكون صاحبها.
    جال في خاطره و هو يتأمّلها:
    "سأقول لها بأنّي صنعته لها خصّيصا كي يساعدها على نشر الغسيل."

    استرق النّظر يمينا و شمالا. حدّق في العربة من جديد. قلّبها ببصره. طاف حولها. مسح بيده على أحد
     دعائمها. مرّر أصابعه على زواياها. تراجع مبتعدا قليلا ليراقبها بكلّيّتها. الإعجاب يطفر من كلّ جزء فيه. كيف يُقنع هذا الشّيء الجميل بأن يرافقه إلى البيت. يكاد يُكلّم العربة لفرط جدّيّتها. عاود الالتفات إلى الوراء. الشّارع مُقفر و لا أحد يهبّ لإنقاذها.

    في الجهة المُقابلة مطعم يقدّم وجبات سريعة. سابح في نور نيون أزرق. كلّ الدّكاكين المجاورة له أُغلقت ما عداه. اتّجه نحوه. مُلقيا نظرة على اليمين و أخرى على اليسار. لبث في المطعم دقائق ثمّ مشى بتأنّ مباشرة باتّجاه العربة. حين لم يعد يفصله عنها سوى خطوة واحدة، عطف بمشيته زاوية قائمة ثمّ تابع مسيره إلى الأمام دون التفاتة إلى الخلف.

    سار بمحاذاة سور المستشفى مواصلا طريقه نحو البيت. توقّف في منتصف السّور؛ تماما حيث اعتاد الوافدون من الأرياف المُجاورة الجلوس بالسّاعات ينتظرون موعد الزّيارة. هوى ببدنه صوب الأرض. فتح قارورة ماء صغيرة موضوعة لصق الحائط، ما يزال في قاعها جرعة. ثمّ شرع يسقى عشبة ذميمة يابسة صفراء  نبتت في الصّدع السّفلي للسّور، و بحرص شديد راح يغترف بفم القارورة خيط الماء المُنحدر منها و يُعيده لها.



    ***
    محمد فطومي
    تونس
    20/6/2013

    الثلاثاء، 11 جوان 2013


    !تبّا لكِ أيّتها القبيلة
      تيوس قبيلتي يرون في إناثهم أملا في استمرار البقاء
    رجالنا لا يرون في النّساء سوى مشروع فراش
    لابدّ أن يستمرّ
    تيوسنا تتناطح بالقرون من أجل الإناث
    رجالنا ينطحون النّساء من أجل قرون أبهى

    الثلاثاء، 4 جوان 2013


    خلف الجدران  ما يزال هناك بقيّة رغبات
    ما يزال هناك
    بين المنتهين من يرقص
    لا بأس إذن بالقليل من الإفراط هذا المساء